عقلي لا يدرك اللا وجود ..
عينى لا تستطيع رؤية العدم ..
اذنى تريد الزحام وقد اعتادت عليه ..
ماذا يكون السكون ؟؟
واين يكمن ؟؟
وهل هذه اللحظة موجوده في الحياة ؟؟؟
مكان واسع رائع الجمال , مزين باجمل الصور التى يمكن للعين رؤيتها , اشجار متعددة الاطوال , مختلفة الانواع , والالوان تحيط بك من كل جانب , احدها يكسوه زهرا ارجوانيا , والاخري تتزين بالورد الاحمر , وهذه يعلوها زهور بيضاء , وهناك صبّار عال مرتفع .. يتميز بأفرع تتخيل انها اثقل من جذع النبات نفسه , وعلي مرمى البصر العديد من النخل الشاهق الذى يكاد يلمس السماء وهناك نافورة تتوسط المشهد لكنها جافة المياة .. ويتخلل هذا المشهد بعض الكراسي التى تتسع لاكثر من فرد وهناك الكراسي التى يمكن تحريكها .
وهناك العديد من الممرات التى يحدها يمينا ويسارا صخور متفاوتة الاحجام والالوان ويشكّلوا اجمل سور يحيط بك وانت تسير تتمتع بكل هذه الاشياء ...
ولا تسمع سوى ثلاث اصوات :
في الخامسة مساءا حينما تبدا الشمس في الدخول الي بيتها تبيت معها العصافير وهى تغرد وتنتقل بين الاغصان باحثة عن اوكارها .. وايضا في الظهيره تحيط بك الغربان وهى تبحث عن قطرة مياه وتشرب ثم تتلفت حولها وتسال هل من مراقب ؟؟ لتعود وتسلك مسارها
وهناك صوت يتكرر مرتين يوميا صوت اجراس تشد الحبل لتطلقها طفله صغيره تقف علي اناملها وتشد بازرها لتستطيع تحريك هذا الشيء ليتخبط في العامود ويصدر الصوت الجهوري في الخامسه صباحا .. والثانيه عشرة ظهرا ....
واذا رميت بنظرك علي الجزء المجاور للمبنى تري كلبا هادئا لا يسمع له اى صوت يمشي ويجول ويشرب من علبه بيضاء ثم يستعيد سكونه واحيانا بعدما يشرب يدور ويجول في الحديقه ويتقرب منك .. وينظر اليك ولا تخاف منه لانك لا تري فيه سوى مخلوق رائع لا يسعك سوى ان تقول تبارك الله في خلائقه ....
مع وجودك في هذه الاجواء الرائعه لا يسعك سوى ان تتامل وتصمت لتتمتع بكل ما صنعه الله من اجلك .. وتدخل الي اعماقك فتري ذلك الانسان الجميل الذي يكمن فيك ولم يلّوث باي فكر او شهوة فلن تري سوى طفل صغير يري هذه الاشيار وتظهر علي وجهه علامات الدهشة والانبهار لهذه الكيانات الرائعه التى ربما لم يواجهها من قبل ...
لكنك تحتاج الي لحظه سكون حقيقي لتحضر ذلك الطفل الكامن فيك فهل وجدته ؟؟
انتظرت الدقائق .. وتلتها بعض الدقائق الاخري .. بل انتظرت لساعات وانا احاول الوصول الى هذا اللا وجود .. تمنيت ان استشعر اللا شعور .. ارد ان اري هذا الفراغ الذي يحيط بذهنى ويجعلنى لا شيء سوى ان اكون كيان مستقبل لصوت الله الكامن في الطبيعه والكامن في كلمته المهداه اليّ
وعندما شعرت بهذا العدم .. تطير فكرة بسرعه البرق من قلبي الي ذهنى ثم تسمعها اذنى وسريعا ما تتصورها عينى .. لتعكر هذا الصفو وتجعلنى اذرف العديد من الدموع ...
ثم استجمع قواى واقول لنفسي ساسترجع ذاك الطفل مهما كلفنى ذلك من وقت وجهد .. واسال نفسي : هل من سكون ؟؟ هل هى بلحظه موجوده ؟؟
وابدا المسيره مرة اخري وانتظر وانظر روعه ذلك المكان .. واتخذ العديد من القرارات وارتب داخلي العديد من الترتيبات ... ولكنى وصلت الي نتيجه :
ليس كل الصمت هو سكون
الجمعه 30-3-2012
دير راهبات الراعي الصالح - شبرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق