لماذا تفعل بنا هكذا؟؟؟؟
تجعلنا فى غاية السعاده , فى منتهى الارتياح , ونشعر بالاكتمال فى الاخر وكأن كل جزء ليس له الا الجزء الاخر , الحزن فيك يتحول الى مجرد لحظة نتشارك فيها مع هذا الجزء فتمحى من الزمن , الفرحة فيك هى الشعار الدائم للحياة بل ليست مجرد فرحة انها ذلك الشعور باكتمال السعادة الذى قد يصل الى النشوة الابدية التى لا تجعلك تبحث عن شىء اخر بل تدفعك الى المحافظه على هذا الجزء المكتمل فيك.
تجعلنا محاطين برهبة الانقسام مرة اخرى ,نخاف من البحث عن اكتمال اخر حتى ان كنا لا نعلم مدى السعادة التى قد تكمن فى هذا الاكتمال الاخر ,تجعلنا نتقدم للامام فى كل شىء ,علاقاتنا , حياتنا الخاصة والعامة , تجعلنا نقبل تأثير الأخر فينا بل نرحب بهذا التأثير .
تجعلنا نعيش الحياة بكل جوانبها ونلمس كل جزء فيها , تجعلنا نعيش بكل البساطة التى وجدت فى الكون, تجعلنا نعيش للاخرين , تجعل حياتنا هى ذلك الاكتمال لاغيره ,
يكون كياننا هو ذلك الجزء المشترك الذى يدفع كل جزء للسير نحو الجزء الاخر فى مسيرة للامام , مسيرة مقننة بوجود المكمل فيها وقد يكمن وجوده حتى فى الهواء المتنفس , فى الزاد الذى نتزود به , فى الابتسامة التى تزين وجوهنا.
لكن........... انتظر أنت لست حلوا لهذا الحد , لست مجرد رمز للحياة والسعادة والسير للامام .. , فأنت ايضا مرا, ومرارتك قاسية الى ابعد الحدود , قسوتك قد تجعلنا نفضل الا نكتمل ابدا , الا نتذوق هذا الطعم الابدى للسعادة , ان نفضل عدم الانخراط على هذا الارتياح .
فاذا كانت سعادتك ابدية فحسرتك ايضا ابدية . واذا كان ارتياحك بلا حد فشقاؤك ايضا يلازمنا الى الابد .
تجعلنا نفضل الوحدة والحزن والانغلاق على انفسنا على ان نصبح مطروحين فى هلاك قسوتك . تجعلنا لا نريدك مرة اخرى , تجعلنا لا نبحث عن المكمل , بل نعيش مجرد اجزاء متناثرة بعيدة كل البعدعن بعضها , اجزاء لا تكتمل , ولا تريد هذا الاكتمال.
غدرك يشقينا ما دمنا نعيش , يجعلنا لا نعود نثق بك بل نتذكر مرك وشقاءك الى ان ننتهى.
انت لعنة الانسان وضعفه مهما كانت عظمة اكتمالك , ان ضعفك يجعلنا لانعود احياء,
يجعلنا مجرد نقطة تطير مع الرياح يلوثها غبار الحياة ولا تعود الى زهوها ولمعتها , مجرد نقطة احيانا شفافة والاكثر قاتمة خالية من كل معانى البهجة والحياة , خالية من الهواء , لا تتنفس ولا حتى تريد ان تتنفس , تجعلنا نبحث عن النهاية السريعة , تجعلنا ننتظر الطريق الى اى مكان بعيد .. نلقى فيه المزيد من الرياح والغبار حتى نختفى , وعندما نختفى نكون ادركنا انك كنت كاذب ..مرير.. قاسى .. هالك..
كل ما فيك من حلاوة ما هى الا عذاب مر .
اذهب الى الجحيم ولا تعد الينا مرة اخرى , لا نريدك فى الحياة .. اياك ان تطرق بابى مرة اخر ى . اتركنى هنا نقطة مختفية لا كيان لها ولا وجود , اتركنى وحدى احاول ان الملم ما تبقى في من رجاء ...
نعم ..رجاء هو ما يبقى لى . هو ما يقيد وجودى بالحياة . بلا رجاء انا ميت , مدفون تحت انقاض القسوة والعذاب .
ايها الرجاء ساعدنى اجعلنى ابحث عن ذاتى , اجعلنى انثر الغبار عن وجهى , سكن الرياح من حولى لاستقر على مكان أمن , هادىء , ملىء بالتفاؤل والخير....2007


